في سؤال موسى عليه السلام علماء بني إسرائيل عن سبب إضلالهم للطريق، وعن موضع قبر يوسف وعمن يعلمه، وقوله للعجوز ( دليني على قبر يوسف) كان هذا مما يبين أن الأنبياء لا يعلمون الغيب، ولو كان موسى عليه السلام. يعلم الغيب لما حدث منه كل تلك الاستفسارات، ومن ثم استدعاء العجوز . وهذا ما يجب على المؤمن أن يعتقده ، أنه لا يعلم الغيب إلا الله تعالى فهـو القائل عز وجل ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما فى البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة فى ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا فى كتاب مبين(59) الأنعام . ، وقال تعالى ( عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير (73) الأنعام ،وقال تعالى ( فقل إنما الغيب لله فانتظرواْ إنى معكم من المنتظرين (20) يونس ، وقال تعالى ( ولله غيب السماوات والأرض واليه يرجع الأمر كله فأعبده وتوكل عليه (123) هود ، وقال تعالى ( عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال (9) الرعد ، وقال تعالى ( قل الله أعلم بما لبثوأ له غيب السماوات والأرض (26) الكهف ، وقال تعالى ( قل لا يعلم من فى السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون ( 65) النمل ، فهـذه الآيات وغيرها كثير تدل دلالة لا خفاء فيها على أن علم الغيب من اختصاص المولى- عز وجل – والنبي – صلى الله عليه وسلم – وهو خير الناس يؤمر في غير ما آية فيقول الله له ( قل لآ أقول لكم عندى خزأين الله ولآ أعلم الغيب ( 50) الأنعام ، قال تعالى ( قل لا أملك لنفسى نفعا ولا ضرآ إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لا ستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نـذير وبشير لقوم يومنون ( 188) الأعراف ، وقال نوح عليه الصلاة والسلام ( ولا أقول لكم عندى خزأين الله ولا أعلم الغيب ولا أقول إنى ملك( 31) هود ، والله عز وجل يقول في كتابه الكريم ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا (26) ألا من آمن آرتضاى من رسول 26-27) الجن ، قال ابن كثير (4/464) هذه كقوله تعالى ( ولا يحيطون بشىء من علمه إلا بما شاء (255) البقرة ، وهذا قال هاهنا إنه يعلم الغيب والشهادة وإنه لا يطلع أحد من خلقه على شيء من علمه إلا مما أطلعه تعالى عليه . لما تمدح سبحانه بعلم الغيب واستثنى من ارتضاه من الرسل ، فأودعهم ما شاء من غيبه بطريق الوحي إلهم، وجعله معجزة لهم، ودلالة صادقة على نبوتهم ..
والسلام جمع وترتب عبد الرحمن محجوب 2/11/1100
والسلام جمع وترتب عبد الرحمن محجوب 2/11/1100