يقول عز من قال :
وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً وَيَدْرَؤُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ[الرعد 22]
ولأن النفس البشرية جبلت على النسيان والخطأ والتقصير .. فما منا إلا ويخطئ ويذنب فلهذا شرع الله التوبة لعباده رحمة منه وكرما ...
ولنا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل رائع في تربية النفس وتهذيبها إن علاها تقصير فلا تعاود للذنب إن أذنبت ..
وعملا منهم رضوان الله عليه بقوله عليه السلام في الحديث الذي يرويه الترمذي عن أبي ذر رضي الله عنه وأرضاه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها,....) حسن صحيح , فهي إذا معادلة تبطل العمل السيء باتباع السيئة الحسنة فتمحى ,,
فهذا كعب بن مالك يتوب من أمر تخلفه عن الجهاد في سبيل الله رغم مانزل من توبة الله عليه بصريح القرآن { ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا }, إلا أنه قال: يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسول الله , معلنا صدق توبته الشديدة وكأنه يريد التخلص من المال الذي أقعده عن الجهاد ,ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: (أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك) ، فقال كعب : فإني أمسك سهمي الذي بخيبر. وتصدق بكل ماله عدا هذا السهم.
ولننظر لتوبة عمر الفاروق رضي الله عنه بعد جداله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد صلح الحديبية حيث يقول : مازلت أصوم وأتصدق وأصلي وأعتق خوفاً من الذي صنعته مع النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ، حتى رجوت أن يكون خيراً، وفي رواية لـابن عباس رضي الله عنهما أن عمر بن الخطاب قال: لقد أعتقت بسبب ذلك رقاباً وصمت دهراً.
فلننظر لهذه السمة العظيمة للصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ومن منا ككعب أو عمر في حسن أعمالهم ؟!!
فيجب أن تكون سمتنا جميعا ,فإذا أحدثنا ذنباً نبادر بعمل الخير، من صدقة وقيام ليل وعفو عن آخر أخطأ في حقنا حتى يكفر الله ذنبنا وتقصيرنا ..