( الكتب المقدسة عند اليهود1- توراة (عزرا)
قد كان للأحداث التاريخية التي عصفت باليهود من بعد موس عليه السلام، أثر بالغ في ضياع التوراة ثم محاولة صياغتها من جديد، ثم استحداث كتب أخرى تزاحمها في المنزلة حتى فاقتها. يقول السموأل بن يحيى (1) ، الذي كان من أحبار اليهود ثم اهتدى إلى الإسلام في القرن السادس الهجري ( ذكر السبب في تبديل التوراة. علماؤهم وأحبارهم يعلمون أن هذه التوراة التي بأيديهم، لا يعتقد أحدً من علمائهم وأحبارهم، أنها المنزلة على موس البتة.، لأن موس صان التوراة عن بني إسرائيل، ولم يبثها فيهم، وإنما سلمها إلى عشيرته أولاد ليوى.. وكان بنو هارون قضاة اليهود وحكامهم، لأن الإمامة وخدمة القرابين وبيت المقدس كانت موقوفة عليهم. ولم يبذل موس من التوراة لبني إسرلئيل إلا نصف سورة (2) ..فأما بقية التوراة فدفعها إلى أولاد هارون، وجعلها فيهم، وصانها عن سواهم. وهؤلاء الأئمة الهارونيون، الذين كانوا يعرفون التوراة ويحفظون أكثرها، قتلهم (بخت نصر) (3) على دم واحد، يوم فتح بيت المقدس. ولم يكن حفظ التوراة فرضاً ولا سنة بل كان كل واحد من الهارونيين يحفظ فصلاً من التوراة . ، فلما رأى (عزرا) (4) أن القول قد أحرق هيكلهم، وزالت دولتهم، وتفرق جمعهم، ورفع كتابهم، جمع من محفوظاته، ومن الفصول التي يحفظها الكهنة ما لفق منه هذه التوراة التي بأيديهم الآن.. فهذه التوراة التي بأيديهم- على الحقيقة- كتاب عزرا، وليس كتاب الله (5) لقد سبق السموأل بن يحيى المغربي الباحثين الغربيين بقرابة تسعة قرون في الإفصاح عن هذه الحقيقة. فقد ظل اليهود والنصارى يعتقدون لقرون طويلة أن موس هو كاتب التوراة. ولكن هذا الاعتقاد الموروث
(1) كان اسمه رحمه الله شموائيل بن يهوذا بن أبوان. وكان والده من فاس وأمه من البصرة، وكلاهما من علماء اليهود. وقد اشتغل في صباه بعلوم الآلة والمنطق والرياضيات، ثم قرأ التواريخ فقاده ذلك إلى التفكر في المذاهب والأديان، فقرأ القرآن، فبهرته فصاحته، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم مرتين في المنام فأسلم، وحسن إسلامه. وصنف ( إفحام اليهود) توفي رحمه الله سنة 570 هـ .انظر قصته في كتابه المذكور آنفاَ: (74،75).
(2) لعل المراد نصف سورة من نسخة التوراة المكتوبة، قال تعالى: ( وكتبنا له فى الألواح من كل شىء موعظة وتفصيلاَ لكل شىء) [الأعراف:145] ،وقال: ( ولماً سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفى نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون(154) [الأعراف] . وأما تبليغ الرسالة فقد جرى كاملاً ولا ريب، ولم يكتم شيئا منه عليه السلام، حاشا رسل الله من الكتمان: ( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً (39([ الأعراف] قال تعالى: ( إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً(27) ليعلم أن أبلغوأ رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شىء عددا(28) [الجن].
(2) بخت نصر/ أو نبوخذ نصر: ملك كلداني بابلي، اجتاح دولة يهوذا، ودمر أورشليم ونهب الهيكل سنة 586. م، وأهلك الكثير من سكانها، واستاق الناجين إلى بابل، فيما عرف بالسبي البابلي . انظر الهد القديم. سفر الأخبار الثاني (830). ، (4) عزرا: كاهن وكاتب يهودي، ظهر في فترة السبي البابلي، عاصر عفو الملك الفارسي ( قورش) عن اليهود، وإذنه لهم بالعودة لفلسطين. وكان له دور بارز في تنظيم اليهود،وجمع شملهم، وعزلهم عن باقي الشعوب، وإعادة شريعتهم. انظر: العهد القديم . سفر عزرا (847،853). (4) ،إفحام اليهود ، للسموأل بن يحيى المغربي تحقيق (135،140) .
والســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام 5/11/0011 mhjuob
قد كان للأحداث التاريخية التي عصفت باليهود من بعد موس عليه السلام، أثر بالغ في ضياع التوراة ثم محاولة صياغتها من جديد، ثم استحداث كتب أخرى تزاحمها في المنزلة حتى فاقتها. يقول السموأل بن يحيى (1) ، الذي كان من أحبار اليهود ثم اهتدى إلى الإسلام في القرن السادس الهجري ( ذكر السبب في تبديل التوراة. علماؤهم وأحبارهم يعلمون أن هذه التوراة التي بأيديهم، لا يعتقد أحدً من علمائهم وأحبارهم، أنها المنزلة على موس البتة.، لأن موس صان التوراة عن بني إسرائيل، ولم يبثها فيهم، وإنما سلمها إلى عشيرته أولاد ليوى.. وكان بنو هارون قضاة اليهود وحكامهم، لأن الإمامة وخدمة القرابين وبيت المقدس كانت موقوفة عليهم. ولم يبذل موس من التوراة لبني إسرلئيل إلا نصف سورة (2) ..فأما بقية التوراة فدفعها إلى أولاد هارون، وجعلها فيهم، وصانها عن سواهم. وهؤلاء الأئمة الهارونيون، الذين كانوا يعرفون التوراة ويحفظون أكثرها، قتلهم (بخت نصر) (3) على دم واحد، يوم فتح بيت المقدس. ولم يكن حفظ التوراة فرضاً ولا سنة بل كان كل واحد من الهارونيين يحفظ فصلاً من التوراة . ، فلما رأى (عزرا) (4) أن القول قد أحرق هيكلهم، وزالت دولتهم، وتفرق جمعهم، ورفع كتابهم، جمع من محفوظاته، ومن الفصول التي يحفظها الكهنة ما لفق منه هذه التوراة التي بأيديهم الآن.. فهذه التوراة التي بأيديهم- على الحقيقة- كتاب عزرا، وليس كتاب الله (5) لقد سبق السموأل بن يحيى المغربي الباحثين الغربيين بقرابة تسعة قرون في الإفصاح عن هذه الحقيقة. فقد ظل اليهود والنصارى يعتقدون لقرون طويلة أن موس هو كاتب التوراة. ولكن هذا الاعتقاد الموروث
(1) كان اسمه رحمه الله شموائيل بن يهوذا بن أبوان. وكان والده من فاس وأمه من البصرة، وكلاهما من علماء اليهود. وقد اشتغل في صباه بعلوم الآلة والمنطق والرياضيات، ثم قرأ التواريخ فقاده ذلك إلى التفكر في المذاهب والأديان، فقرأ القرآن، فبهرته فصاحته، ورأى النبي صلى الله عليه وسلم مرتين في المنام فأسلم، وحسن إسلامه. وصنف ( إفحام اليهود) توفي رحمه الله سنة 570 هـ .انظر قصته في كتابه المذكور آنفاَ: (74،75).
(2) لعل المراد نصف سورة من نسخة التوراة المكتوبة، قال تعالى: ( وكتبنا له فى الألواح من كل شىء موعظة وتفصيلاَ لكل شىء) [الأعراف:145] ،وقال: ( ولماً سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح وفى نسختها هدى ورحمة للذين هم لربهم يرهبون(154) [الأعراف] . وأما تبليغ الرسالة فقد جرى كاملاً ولا ريب، ولم يكتم شيئا منه عليه السلام، حاشا رسل الله من الكتمان: ( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً (39([ الأعراف] قال تعالى: ( إلا من ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصداً(27) ليعلم أن أبلغوأ رسالات ربهم وأحاط بما لديهم وأحصى كل شىء عددا(28) [الجن].
(2) بخت نصر/ أو نبوخذ نصر: ملك كلداني بابلي، اجتاح دولة يهوذا، ودمر أورشليم ونهب الهيكل سنة 586. م، وأهلك الكثير من سكانها، واستاق الناجين إلى بابل، فيما عرف بالسبي البابلي . انظر الهد القديم. سفر الأخبار الثاني (830). ، (4) عزرا: كاهن وكاتب يهودي، ظهر في فترة السبي البابلي، عاصر عفو الملك الفارسي ( قورش) عن اليهود، وإذنه لهم بالعودة لفلسطين. وكان له دور بارز في تنظيم اليهود،وجمع شملهم، وعزلهم عن باقي الشعوب، وإعادة شريعتهم. انظر: العهد القديم . سفر عزرا (847،853). (4) ،إفحام اليهود ، للسموأل بن يحيى المغربي تحقيق (135،140) .
والســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلام 5/11/0011 mhjuob