السعاده تبدء من هنا
كل الناس رجالهم ونساءهم غنيهم وفقيرهم، شيبهم وشابهم، يبحث عن ذلك المطلب الجليل، بل لهو كنز عظيم، وغاية منشودة، ومطلب نفيس.. إنها أخي والله لتلك السعادة. وأي سعادة، من هنا أخي المسلم هلم بنا إلى تلك السعادة.
فأولمراتبها:
السعادة في الإقبال علىالله.
أيها الأحبة: إن الإقبال على الله بالطاعات والإنابة إليه عزوجل ستوصلك إلى حلاوة الإيمان وجنة الدنيا، فكما قال الله تعالى: (من عمل صالحا منذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة).
إنها الحياة السعيدة.. إنهاالطمأنينة والسكون.. إنها الراحة والخشوع.. تلك هي اللذة التي يتذوقها كل من أقبلعلى ربه وأناب إليه.
قال أحد الصالحين: مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا وماذاقوا أطيب ما فيها قالوا: وما هو؟ قال: معرفة الله، وقال آخر: لو يعلم الملوكوأبناء الملوك ما نحن فيه من السعادة لجا لدونا عليها بالسيوف.
إذا، إن كنت تريد السعادة فاتجه إلى الله، وأقبل على الله، حقا ستجد تلك السعادة.
السعادة في قراءة القرآن..
نعم. انه القرآن، كتاب الله وباب السعادة كلما نظرت أشرق في قلبك نور الإيمان، قال تعالى: (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذيأنزلنا).
أومآ سمعت أخي ما قاله علي ـ كرم الله وجهه ـ في وصف مفتاح السعادةالقرآن، ومما قال: فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبلالله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء،ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه، وهو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلىالرشد، من قال به صدق ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم.
فاجلس مع ذلك الكتاب، وتأمل معانيه، واعرض نفسك عليه، فوا لله سوف تشعربالسعادة و تذوق طعم الحياة.
السعادة عند ذوي الأخلاق الحسنة..
ان المتصفين بالصفات الحسنة والأخلاق الحميدة ليجدون من الراحة والسعادة مالا يخطر بالبال.
إنهم قوم أحبهم الله و أحبهمالناس، فكيف لا يجدون السعادة؟
إنهم يسيرون على منهج الرسول ـ صلوات ربي وسلامه عليه ـ الذي مدحه الله بقوله: (وإنك لعلى خلق عظيم).
السعادة في ترك الذنوب
إن الشهوات والمحرمات طريقك إلى الشقاء في الدنيا والآخرة.
إن إعراضك عن الله يجلب لك القلق والهم والحزن،ألم تسمع قول الله تعالى: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامةأعمى).
إن الذنوب لها لذة في لحظتها، ونشوة في ساعتها، ولكن بعد ذلك عذاب القلب،وسموم الروح.وأيضا هناك
سعادة عندالموت:
ولكن هذه السعادة خاصة للمؤمن الصالح الذي أفنى حياته في طاعةالله تعالى، فهذا له موعد مع السعادة عند مماته، حيث يقول الله تعالى: (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروابالجنة التي كنتم توعدون).
ختاما.. هنالك سعادة، السعادة الحقيقية التي ينشدهاكل مؤمن: إنها والله السعادة الحقيقية بلا ريب، ففيها قال تعالى: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون).
إنها السعادة بالجنة أخي المؤمن، أعظم بها من جنة!، ففيهاتطير الأرواح شوقا إلى ما عند الله، وفرحا بما أعده الله، إي والله لتلك السعادةالحقيقية وغاية المطالب، نسأل الله إياها