مسالك الأدب
و ( الأدب ) ثلاثة أنواع : أدب مع الله سبجا نه ، وأدب مــع رسول صلى الله عليه وسلم وسرعـه ، وأدب مـع خلقــه.
فالأدب مـع الله ثلاثة أنواع :
أحدها - صيانة العبد معاملته مـع الله أن يشوبها بنقيصة .
الثاني - صيانة قلبه أن يلتفت إلى غير ربه عزً وجل .
الثالث - صيانة إرادته أن تتعلق بما يمقتك عليه الرب عزً وجل .
قال يحيى بن معاذ: من تأدب بأدب الله صار من أهل محبة الله .
وقال ابن المبارك : نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم .
وسئل الحسن البصري - رحمه الله - عن أنفع الأدب فقال : التفقه في الدين ، والزهد في الدنيا، والمعرفة بما لله عليك.
قال المسيح عيسى ابن مريم عليه السـلام ( إن كنت قلته فقد علمته ) المائدة ولم يقل لم أقله -وفرق بين الجوابين في حقيقة الأدب ثم أحال الأمر على ربه ووصفه بتفرده يعلم الغيوب كلها
قال المسيح عيسى ابن مريم عليه السـلام ( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ) ، ثم أثنى على ربه أن يكون قال لهم غير ما أمـره به - وهو محض التوحيد - قال المسيح عيسى ابن مريم عليه السـلام ( ما قلت لهم إلأ ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم ) ثم أخبر عن شهادته عليهم مــدة مقامه فيهم، وأنه بعد وفـاته عليه السلام ، لا اطلاع له عليهـم ، وأن الله - عزً جل - وحده هو المنفرد بعد الوفاة بالاطلاع عليهم .
قال المسيح عيسى ابن مريم عليه السـلام ( وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم ) ، ثم وصفه عليه السلام بأن شهادته سبحانه فوق كل شهادة وأعم ، قال المسيح عيسى ابن مريم عليه السـلام ( أنت على كل شيء شهيد ) المائدة
ثم قال المسيح عيسى ابن مريم عليه السـلام ( إن تعذبهم فإنهم عبادك ) ، وهذا من أبلغ الأدب مــع الله في مثل المقام . وقد تقـــدم قوله : قال المسيح عيسى ابن مريم عليه السـلام (
إنك أنت علام الغيــوب )، أي هو عبادك ، وأنت أعلم بسرهم وعلا نيتهم : فإذا عذبيهم : عذبتهم على علم منك بما تعذبهم عليه . فهم عبادك وأنت أعلم بما جنوه واكنسبوه. فهو إقرار واعتراف وثناء عليه سبحانه بحكمته وعدله، وكمال علمه بحالهم، واستحقاقهم للعذاب.
ثم قال : قال المسيح عيسى ابن مريم عليه السـلام ( وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيــم ) المائدة ولم يقل ( الغفور الرحيم ) وهذا من أبلغ الأدب مـع الله تعالى ، فإنه قاله في وقت غضب الرب عليهم، والأمر بهم إلى النار. فليس هو مقام استعطاف ولا شفاعة، بل مقام براءة منهم، فلو قال : (فإنك أنت الغفور الرحيم ) لأشعر باستعطافه ربه على أعدائه الذين قد اشتدً غضبه عليهم. فالمقام مقام موافقة للرب قي غضبه على من غضب الرب عليهم . فعدل عن ذكر الصفتين اللتين يسال بهما عطفه ورحمنه ومغفرته إلى ذكر العزة والحكمة، المتضمنتين لكمال القدرة وكمال العلم .
والسلام
و ( الأدب ) ثلاثة أنواع : أدب مع الله سبجا نه ، وأدب مــع رسول صلى الله عليه وسلم وسرعـه ، وأدب مـع خلقــه.
فالأدب مـع الله ثلاثة أنواع :
أحدها - صيانة العبد معاملته مـع الله أن يشوبها بنقيصة .
الثاني - صيانة قلبه أن يلتفت إلى غير ربه عزً وجل .
الثالث - صيانة إرادته أن تتعلق بما يمقتك عليه الرب عزً وجل .
قال يحيى بن معاذ: من تأدب بأدب الله صار من أهل محبة الله .
وقال ابن المبارك : نحن إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم .
وسئل الحسن البصري - رحمه الله - عن أنفع الأدب فقال : التفقه في الدين ، والزهد في الدنيا، والمعرفة بما لله عليك.
قال المسيح عيسى ابن مريم عليه السـلام ( إن كنت قلته فقد علمته ) المائدة ولم يقل لم أقله -وفرق بين الجوابين في حقيقة الأدب ثم أحال الأمر على ربه ووصفه بتفرده يعلم الغيوب كلها
قال المسيح عيسى ابن مريم عليه السـلام ( تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك ) ، ثم أثنى على ربه أن يكون قال لهم غير ما أمـره به - وهو محض التوحيد - قال المسيح عيسى ابن مريم عليه السـلام ( ما قلت لهم إلأ ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم ) ثم أخبر عن شهادته عليهم مــدة مقامه فيهم، وأنه بعد وفـاته عليه السلام ، لا اطلاع له عليهـم ، وأن الله - عزً جل - وحده هو المنفرد بعد الوفاة بالاطلاع عليهم .
قال المسيح عيسى ابن مريم عليه السـلام ( وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم ) ، ثم وصفه عليه السلام بأن شهادته سبحانه فوق كل شهادة وأعم ، قال المسيح عيسى ابن مريم عليه السـلام ( أنت على كل شيء شهيد ) المائدة
ثم قال المسيح عيسى ابن مريم عليه السـلام ( إن تعذبهم فإنهم عبادك ) ، وهذا من أبلغ الأدب مــع الله في مثل المقام . وقد تقـــدم قوله : قال المسيح عيسى ابن مريم عليه السـلام (
إنك أنت علام الغيــوب )، أي هو عبادك ، وأنت أعلم بسرهم وعلا نيتهم : فإذا عذبيهم : عذبتهم على علم منك بما تعذبهم عليه . فهم عبادك وأنت أعلم بما جنوه واكنسبوه. فهو إقرار واعتراف وثناء عليه سبحانه بحكمته وعدله، وكمال علمه بحالهم، واستحقاقهم للعذاب.
ثم قال : قال المسيح عيسى ابن مريم عليه السـلام ( وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيــم ) المائدة ولم يقل ( الغفور الرحيم ) وهذا من أبلغ الأدب مـع الله تعالى ، فإنه قاله في وقت غضب الرب عليهم، والأمر بهم إلى النار. فليس هو مقام استعطاف ولا شفاعة، بل مقام براءة منهم، فلو قال : (فإنك أنت الغفور الرحيم ) لأشعر باستعطافه ربه على أعدائه الذين قد اشتدً غضبه عليهم. فالمقام مقام موافقة للرب قي غضبه على من غضب الرب عليهم . فعدل عن ذكر الصفتين اللتين يسال بهما عطفه ورحمنه ومغفرته إلى ذكر العزة والحكمة، المتضمنتين لكمال القدرة وكمال العلم .
والسلام