السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما يسافر الجسد تبقى الروح فى نفس المكان تهيم مهما ابتعدنا عن ذلك المكان
هذه الصورة التي نسجتها لكم بأحرفي ما هي إلا خواطر امراة مهاجرة وتمثل
قطعة من المجتمع ... ففي داخل كلّ إنسان نور يتوهج
وبريق لا يتوقف إلا إذا أخمدناه بأنفسنـا ....!!!
وجعلنا كل ذكرياينا علما نافع نتعلم منه فى ايامنا القادمه اتمنى ان تعجبكم احرافى وتدخل اليكم بشئ من النفع وكل كلمة هنا ما هى الا حقيقة وقعت لى شخصيا ومرت على مرور الكرام
في ذلك المكان المفروش بالسجاد الفاخر ... المنقوش سقفه بزخارف أصيلة تتخللها الآيات التي تزين جدرانه بشكل
مبهر ... ووسط روائح البخور المنعشة ... التقينا ... لم نكن نعرف بعضنا ... ولا حتى كنا على موعد سابق ....
وبالرغم من ذلك قـُـدّر لنا لقاء طبع في ذاكرتي ...
في ذلك المكان دخلتُ وصليتُ ركعتين ... وجلستُ أنتظر مع من ينتظر آذان العشاء ...حيث أخذني بصري إلى من حولي ....
إلى بقايا نساء متناثرات يلتحفن السواد في زواياه ... فهذه تضع يدها على خدها متأملة ... وأخرى تقلب هاتفها الخلوي
منسجمة ... وتلك تتحدث في شؤون الموضة ... ومن بين هذا الجمع البسيط طفلة صغيرة لا تتجاوز التاسعة تمسك بالقرآن
بين يديها في شغف تريد أن تقرأ ...وأخرى تشده منها وهي تقول : " هـذا القرآن اتركيه لا تلعبي به ...."
تعجبتُ كثيرًا ... تلعب به ... !!!! لم أقف كثيرًا عند هذا الموقف بل أخذني بصري لسيدة توشحت السواد ... وأمامها حامل
خشبي موضوع عليه قرآن مفتوح وهي تقرأ بصوت خافت رقيق متهدج ... حملني ذلك الصوت .... إلى التمعن في يدها التي
كانت تمسك بالسبحة وتحركها ... إنها مليئة بالعروق البارزة والخطوط التي تدلل على أنها سيدة كبيرة .... كانت تبعدني
بصفين ... كنتُ أسمع همهمة بترتيل ... وصوت جميل تقدمتُ إلى صفها لأختلس النظر إلى ملامحها فهالتني التجاعيد التي
رسمها الزمن على وجهها ونقشها بدقة...ابتسمتُ بتأثر ... كانت ذا وجه مشرق جميل بالرغم من التعاريج التي تملؤه ....
أمسكتُ بقرآن في يدي لأقرأ ... ولكن سمعي وعقلي كانا مع تلك السيدة ... ها هي تردد بتأنٍ وتهجئة ..
( فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) ... توقفتْ هنا .... نظرتُُ إليها لقد نهضتْ بخفة ونشاط وتركتِ المكان ... هل ستغادر ...؟!!!
إنّ سبحتها موجودة على الأرض بجوار القرآن ....أيقنتُ أنها ستعود .... وفي تلك اللحظة أقبلتْ طفلة صغيرة تحبو وأمسكتْ
بالقرآن ... ولكن الأم أخذته منها وأعادته إلى مكانه مقفلا ... عدتُ أقرأ القرآن ... وحين عادت تلك السيدة العجوز إلى مكانها بدأت
تقـلّب القرآن في حيرة ... وتتلفت إلى من حولها وكأنها تريد شيئـًا ... التفتُ إليها وهي تقلب صفحات القرآن بيديها المرتعشتين كنت
أرى في عينيها الحيرة والغضب ...وكمن وقع في مشكلة ... ثم التفتت إلي وأشارت لي بيدها أن آتي ... وحين أتيتُ طلبتْ مني
أن أفتح القرآن على سورة الفجر ... ابتسمتُ وفعلتُ ما طلبته مني .. ولما أردت الذهاب قالت لي : شكرًا جزاااك الله خيرا ...
أهذه سورة الفجر ...؟!! قلت لها : نعم هذه هي ... نظرت إلى الصفحة وهي تقول : متأكدة ...؟!!
قلتُ بتعجب : نعم انظري إلى الآيات ...!!!
ابتسمتْ وقالت : يا ابنتي أنا لا أعرف القراءة ... ولا أعرف الحروف التي أمامي ... قلت لها : لا تعرفين .... ؟!!
كنتُ مذهولة ... لا تعرف ...!!! كيف لا تعرف ..؟!! إنها تمسك بالقرآن وتقرأ فيه ... وتقلبه بين يديها ومنذ لحظات كانت
غاضبة وهي تفتحه وتبحث عن السورة التي كانت تقرؤها ...!!!!!!!!
نظرتْ لي العجوز وكأنها عرفت ما يدور في نفسي وقالت لي : " نعم لا أعرف القراءة ... ومع ذلك أمسك بالقرآن وأقرأ
القرآن غيبا حاضرًا ... " وضحكتْ وهي تقول : أشعر براحة وأنا أمسك بالقرآن وأقلبه بين يدي ... أريد أن اغنم هذه
اللحظات .... إيييه يا ابنتي ... إنه هبة من الله ... لم ندرك قيمتها إلا بعد فني شبابنا ... " ثمّ قالت مبررة : "لقد مررنا بزمن
لا نستطيع الجلوس فيه بسبب العمل المضني ... لم يكن عندنا وقت لنتعلم أو نقرأ ... كان العمل هو أهم من كلّ شيء في هذه الدنيا
حتى من أنفسنا ... زمن صعب ... ولكن بالرغم من ذلك ... كنا نحفظ غيبا مع أبنائنا بعض السور البسيطة ... وها نحن نكمل مع
أحفادنا ... والآن فرصة ... القرآن بين يدي ... إنني أجلس أغلب وقتي ليس لدي ما أقوم به .... فكيف لا أقلبه بين يدي وفي
أحضاني ....هنيئـًا لكم يا أبناء اليوم ... كنت أتمنى أن أعرف القراءة حتى أقرأ السور الطوال وأستمتع بها .... "
تنهدتْ وهي تمسح شيئا يلمع عند عينيها وقالتْ : وأفتح القرآن متى شئت دون أن أحتاج لأحــد ... ولكن ... الحمد لله على
كل حال ... الحمد لله .... شكرا لك ..." أنهتْ حديثها معي وكأنها لا تريد أن تكمل ... كان الألم في كلماتها مؤثرًا للغاية ...
عدتُ إلى مكاني وأنا متعجبة ... بل أتألم وأتحسر ... على كلّ من يعرف القراءة ولا يعيش لحظات الشغف التي تعيشها
هذه العجوز مع القرآن ... هذا النور العظيم الذي بين أيدينا ...ولم نعرف قدره ولا حقه ..
شعرت بأنّ تلك السيدة تعيش بروح متفردة ...روح مختلفة ... وحق لها أن تكون كذلك أليست تهفو إلى خير الكلام ... ؟ أليست
تتطلع إلى سماعه وإلى فتحه واحتضانه ..؟ ولا يقول قائل :إنها كبيرة في السن وأن هذا ما يناسبها ... لااا فكثير من العجائز
التي تعيش بروح متهالكة كجسدها ... تلك العجوز جعلتني أشعر بالحرمان ... جعلتني أتحسر على نفسي وعلى كثير من
شباب اليوم الذين شاخت أرواحهم بالرغم من أجسادهم الشابة ... روح لفها التصحر و الجفاف ... روح خاوية .... ليس فيها الا سراب
بالرغم من أنه لديها كل ما تريد من رفاهية .... يا لهذا اللقاء الذي لم يستمر سوى بضع دقائق إلا أنه أخذني وأفكاري
لعالم كله عبادة وتقرب الى الله... لاناس تتهافت على كلمات الله ... وتسعى جاهدة لأن تقرأ آي من الذكر الكريم ...
انها تعيش وتزهر بذكر الله ... حتمـًا إنّ أمراة ترقى لهذا المستوى من التألق ...
حاولتُ أن أداري دمعة ولكنها أبت إلا النزول .... لتستقرّ على القرآن الذي بين يدي ....
يااارب اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ... ولا تجعلنا من المحرومين ... اللهما اجعلنا من اهل القران
كل عام وانتم الى الله اقرب
الكـاتبة دانية
عندما يسافر الجسد تبقى الروح فى نفس المكان تهيم مهما ابتعدنا عن ذلك المكان
هذه الصورة التي نسجتها لكم بأحرفي ما هي إلا خواطر امراة مهاجرة وتمثل
قطعة من المجتمع ... ففي داخل كلّ إنسان نور يتوهج
وبريق لا يتوقف إلا إذا أخمدناه بأنفسنـا ....!!!
وجعلنا كل ذكرياينا علما نافع نتعلم منه فى ايامنا القادمه اتمنى ان تعجبكم احرافى وتدخل اليكم بشئ من النفع وكل كلمة هنا ما هى الا حقيقة وقعت لى شخصيا ومرت على مرور الكرام
في ذلك المكان المفروش بالسجاد الفاخر ... المنقوش سقفه بزخارف أصيلة تتخللها الآيات التي تزين جدرانه بشكل
مبهر ... ووسط روائح البخور المنعشة ... التقينا ... لم نكن نعرف بعضنا ... ولا حتى كنا على موعد سابق ....
وبالرغم من ذلك قـُـدّر لنا لقاء طبع في ذاكرتي ...
في ذلك المكان دخلتُ وصليتُ ركعتين ... وجلستُ أنتظر مع من ينتظر آذان العشاء ...حيث أخذني بصري إلى من حولي ....
إلى بقايا نساء متناثرات يلتحفن السواد في زواياه ... فهذه تضع يدها على خدها متأملة ... وأخرى تقلب هاتفها الخلوي
منسجمة ... وتلك تتحدث في شؤون الموضة ... ومن بين هذا الجمع البسيط طفلة صغيرة لا تتجاوز التاسعة تمسك بالقرآن
بين يديها في شغف تريد أن تقرأ ...وأخرى تشده منها وهي تقول : " هـذا القرآن اتركيه لا تلعبي به ...."
تعجبتُ كثيرًا ... تلعب به ... !!!! لم أقف كثيرًا عند هذا الموقف بل أخذني بصري لسيدة توشحت السواد ... وأمامها حامل
خشبي موضوع عليه قرآن مفتوح وهي تقرأ بصوت خافت رقيق متهدج ... حملني ذلك الصوت .... إلى التمعن في يدها التي
كانت تمسك بالسبحة وتحركها ... إنها مليئة بالعروق البارزة والخطوط التي تدلل على أنها سيدة كبيرة .... كانت تبعدني
بصفين ... كنتُ أسمع همهمة بترتيل ... وصوت جميل تقدمتُ إلى صفها لأختلس النظر إلى ملامحها فهالتني التجاعيد التي
رسمها الزمن على وجهها ونقشها بدقة...ابتسمتُ بتأثر ... كانت ذا وجه مشرق جميل بالرغم من التعاريج التي تملؤه ....
أمسكتُ بقرآن في يدي لأقرأ ... ولكن سمعي وعقلي كانا مع تلك السيدة ... ها هي تردد بتأنٍ وتهجئة ..
( فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) ... توقفتْ هنا .... نظرتُُ إليها لقد نهضتْ بخفة ونشاط وتركتِ المكان ... هل ستغادر ...؟!!!
إنّ سبحتها موجودة على الأرض بجوار القرآن ....أيقنتُ أنها ستعود .... وفي تلك اللحظة أقبلتْ طفلة صغيرة تحبو وأمسكتْ
بالقرآن ... ولكن الأم أخذته منها وأعادته إلى مكانه مقفلا ... عدتُ أقرأ القرآن ... وحين عادت تلك السيدة العجوز إلى مكانها بدأت
تقـلّب القرآن في حيرة ... وتتلفت إلى من حولها وكأنها تريد شيئـًا ... التفتُ إليها وهي تقلب صفحات القرآن بيديها المرتعشتين كنت
أرى في عينيها الحيرة والغضب ...وكمن وقع في مشكلة ... ثم التفتت إلي وأشارت لي بيدها أن آتي ... وحين أتيتُ طلبتْ مني
أن أفتح القرآن على سورة الفجر ... ابتسمتُ وفعلتُ ما طلبته مني .. ولما أردت الذهاب قالت لي : شكرًا جزاااك الله خيرا ...
أهذه سورة الفجر ...؟!! قلت لها : نعم هذه هي ... نظرت إلى الصفحة وهي تقول : متأكدة ...؟!!
قلتُ بتعجب : نعم انظري إلى الآيات ...!!!
ابتسمتْ وقالت : يا ابنتي أنا لا أعرف القراءة ... ولا أعرف الحروف التي أمامي ... قلت لها : لا تعرفين .... ؟!!
كنتُ مذهولة ... لا تعرف ...!!! كيف لا تعرف ..؟!! إنها تمسك بالقرآن وتقرأ فيه ... وتقلبه بين يديها ومنذ لحظات كانت
غاضبة وهي تفتحه وتبحث عن السورة التي كانت تقرؤها ...!!!!!!!!
نظرتْ لي العجوز وكأنها عرفت ما يدور في نفسي وقالت لي : " نعم لا أعرف القراءة ... ومع ذلك أمسك بالقرآن وأقرأ
القرآن غيبا حاضرًا ... " وضحكتْ وهي تقول : أشعر براحة وأنا أمسك بالقرآن وأقلبه بين يدي ... أريد أن اغنم هذه
اللحظات .... إيييه يا ابنتي ... إنه هبة من الله ... لم ندرك قيمتها إلا بعد فني شبابنا ... " ثمّ قالت مبررة : "لقد مررنا بزمن
لا نستطيع الجلوس فيه بسبب العمل المضني ... لم يكن عندنا وقت لنتعلم أو نقرأ ... كان العمل هو أهم من كلّ شيء في هذه الدنيا
حتى من أنفسنا ... زمن صعب ... ولكن بالرغم من ذلك ... كنا نحفظ غيبا مع أبنائنا بعض السور البسيطة ... وها نحن نكمل مع
أحفادنا ... والآن فرصة ... القرآن بين يدي ... إنني أجلس أغلب وقتي ليس لدي ما أقوم به .... فكيف لا أقلبه بين يدي وفي
أحضاني ....هنيئـًا لكم يا أبناء اليوم ... كنت أتمنى أن أعرف القراءة حتى أقرأ السور الطوال وأستمتع بها .... "
تنهدتْ وهي تمسح شيئا يلمع عند عينيها وقالتْ : وأفتح القرآن متى شئت دون أن أحتاج لأحــد ... ولكن ... الحمد لله على
كل حال ... الحمد لله .... شكرا لك ..." أنهتْ حديثها معي وكأنها لا تريد أن تكمل ... كان الألم في كلماتها مؤثرًا للغاية ...
عدتُ إلى مكاني وأنا متعجبة ... بل أتألم وأتحسر ... على كلّ من يعرف القراءة ولا يعيش لحظات الشغف التي تعيشها
هذه العجوز مع القرآن ... هذا النور العظيم الذي بين أيدينا ...ولم نعرف قدره ولا حقه ..
شعرت بأنّ تلك السيدة تعيش بروح متفردة ...روح مختلفة ... وحق لها أن تكون كذلك أليست تهفو إلى خير الكلام ... ؟ أليست
تتطلع إلى سماعه وإلى فتحه واحتضانه ..؟ ولا يقول قائل :إنها كبيرة في السن وأن هذا ما يناسبها ... لااا فكثير من العجائز
التي تعيش بروح متهالكة كجسدها ... تلك العجوز جعلتني أشعر بالحرمان ... جعلتني أتحسر على نفسي وعلى كثير من
شباب اليوم الذين شاخت أرواحهم بالرغم من أجسادهم الشابة ... روح لفها التصحر و الجفاف ... روح خاوية .... ليس فيها الا سراب
بالرغم من أنه لديها كل ما تريد من رفاهية .... يا لهذا اللقاء الذي لم يستمر سوى بضع دقائق إلا أنه أخذني وأفكاري
لعالم كله عبادة وتقرب الى الله... لاناس تتهافت على كلمات الله ... وتسعى جاهدة لأن تقرأ آي من الذكر الكريم ...
انها تعيش وتزهر بذكر الله ... حتمـًا إنّ أمراة ترقى لهذا المستوى من التألق ...
حاولتُ أن أداري دمعة ولكنها أبت إلا النزول .... لتستقرّ على القرآن الذي بين يدي ....
يااارب اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ... ولا تجعلنا من المحرومين ... اللهما اجعلنا من اهل القران
كل عام وانتم الى الله اقرب
الكـاتبة دانية